أورانوس: عملاق الجليد الغامض

 أورانوس: عملاق الجليد الغامض

أثناء دراستك للنظام الشمسي، قد تكون الأسماء الأولى التي تتبادر إلى ذهنك هي المريخ الأحمر المتوهج، أو زحل بحلقاته الساحرة، أو حتى المشتري، العملاق الغازي. لكن بين كل هؤلاء العمالقة، يختبئ كوكب أزرق مخضر غريب الأطوار، يميل على جانبه في رقصة كونية فريدة. إنه أورانوس، الكوكب السابع من الشمس، الذي لا يزال لغزًا ينتظر من يكتشفه.

اكتشاف لم يخطط له أحد

لم يتم اكتشاف أورانوس بطريقة تقليدية مثل باقي الكواكب التي عرفها الإنسان منذ آلاف السنين. بدلاً من ذلك، كان اكتشافه بمثابة صدفة علمية. في عام 1781، كان عالم الفلك البريطاني ويليام هيرشل يمسح السماء باستخدام تلسكوبه الذي صنعه بنفسه، باحثًا عن النجوم المزدوجة. لاحظ هيرشل جسمًا غريبًا يتحرك، كان يظن في البداية أنه مذنب، لكن بعد عدة ملاحظات وتحليلات، اتضح أنه كوكب جديد بالكامل. كان هذا أول كوكب يُكتشف باستخدام تلسكوب، مما فتح عصرًا جديدًا في علم الفلك.

لماذا يميل أورانوس على جانبه؟

أحد أكثر سمات أورانوس غرابة هو ميلانه الشديد. بينما تدور معظم الكواكب حول محورها بشكل عمودي تقريبًا، فإن أورانوس يدور على جانبه بزاوية ميلان تبلغ حوالي 98 درجة. هذا الميل الغريب يسبب مواسمًا فريدة لا مثيل لها في أي كوكب آخر. فكل قطب من أقطاب الكوكب يستقبل ضوء الشمس بشكل مباشر لمدة 42 عامًا، بينما يظل القطب الآخر في ظلام دامس لنفس الفترة. يعتقد العلماء أن هذا الميلان نتج عن اصطدام هائل بجسم آخر بحجم كوكب في بداية نشأة النظام الشمسي.

العملاق الجليدي

يُصنف أورانوس ضمن "العمالقة الجليدية"، وهي فئة تختلف عن العمالقة الغازية مثل المشتري وزحل. يتكون غلافه الجوي بشكل رئيسي من الهيدروجين والهيليوم، ولكنه يحتوي أيضًا على نسبة كبيرة من "الجليد" الذي يتكون من الماء والميثان والأمونيا. هذا الميثان هو الذي يمنح أورانوس لونه الأزرق المخضر المميز.

ورغم أنه قد يبدو هادئًا من الخارج، فإن أورانوس يخبئ رياحًا فائقة السرعة، تصل إلى حوالي 900 كيلومتر في الساعة، مما يجعله أحد أكثر الكواكب التي تهب عليها رياح قوية في النظام الشمسي.

أسرار الحلقات والأقمار


مثل زحل، يمتلك أورانوس نظام حلقات خاصًا به، ولكنه أقل لمعانًا وصعوبة في الرؤية. تتكون حلقاته من مواد داكنة، ربما تكون صخورًا وجليدًا متجمدًا. وإلى جانب حلقاته، يمتلك أورانوس 27 قمرًا معروفًا، سُميت معظمها على أسماء شخصيات من أعمال الكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير.

أورانوس ليس مجرد كوكب آخر في النظام الشمسي، بل هو عالم فريد من نوعه، مليء بالأسرار التي لم تُكشف بعد. زيارة واحدة فقط، من قبل مركبة فوييجر 2 في عام 1986، قدمت لنا معظم ما نعرفه اليوم عن هذا الكوكب. فهل سيأتي يوم نرسل فيه بعثة جديدة لكشف المزيد من أسراره؟

هل ترغب في معرفة المزيد عن كوكب أورانوس أو عن كوكب آخر؟

المزيد

متابعة

تعليقات