الفيزياء: نافذتنا على أسرار المادة والطاقة
الفيزياء، كلمة مشتقة من اليونانية وتعني "معرفة الطبيعة"، هي حجر الزاوية في فهمنا للكون. إنها ليست مجرد مجموعة من المعادلات والقوانين، بل هي محاولة مستمرة لكشف الأسرار الكامنة وراء وجود كل شيء، من أصغر الجسيمات دون الذرية إلى أوسع المجرات في الفضاء الشاسع. في جوهرها، الفيزياء هي دراسة المادة والطاقة وتفاعلاتهما.
المادة: اللبنات الأساسية للوجود
المادة هي كل شيء له كتلة ويشغل حيزًا. كل ما يمكننا لمسه ورؤيته وحتى الشعور به يتكون من مادة. من الكرسي الذي تجلس عليه إلى النجوم البعيدة التي تضيء سماء الليل، كلها تتكون من لبنات أساسية تُعرف بالذرات. والذرات بدورها تتكون من جسيمات أصغر مثل البروتونات والنيوترونات والإلكترونات. تكتشف الفيزياء أعمق مستويات تركيب المادة، من خلال فيزياء الجسيمات التي تدرس المكونات الأساسية للمادة والقوى التي تحكم
ها.
إن الفهم العميق للمادة قادنا إلى تطوير تقنيات غيرت وجه العالم، من أجهزة الكمبيوتر التي نستخدمها يوميًا إلى التصوير بالرنين المغناطيسي الذي ينقذ الأرواح.
الطاقة: المحرك وراء كل حركة
الطاقة هي القدرة على بذل شغل أو إحداث تغيير. إنها القوة الدافعة وراء جميع الظواهر الطبيعية والعمليات الصناعية. لا يمكن خلق الطاقة أو تدميرها، بل يمكن تحويلها من شكل إلى آخر. فمثلاً، تتحول الطاقة الكيميائية المخزنة في الوقود إلى طاقة حركية تحرك السيارات، وتتحول الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية تشغل المنازل. تدرس الفيزياء أشكال الطاقة المختلفة مثل الطاقة الحرارية، والطاقة الضوئية، والطاقة الصوتية، والطاقة النووية، وكيفية تحولها وتفاعلها مع المادة.
