الزهرة: توأم الأرض الغامض
كوكب الزهرة، ثاني كواكب المجموعة الشمسية قربًا من الشمس، غالبًا ما يُطلق عليه لقب "توأم الأرض". ولكن تحت هذا التشابه السطحي في الحجم والكتلة، يكمن عالم غريب ومُعادٍ للحياة بشكل لا يصدق. دعونا نتعمق في أسرار هذا الكوكب المُبهر.
لماذا يُعتبر الزهرة توأم الأرض؟
يبلغ قطر كوكب الزهرة حوالي 12,104 كيلومترًا، وهو ما يقرب من 95% من قطر الأرض. كما أن كتلته تُمثل حوالي 81% من كتلة كوكبنا. هذا التشابه في الحجم والتركيب الصخري هو ما دفع العلماء إلى دراسته بعمق، على أمل أن يُقدم لنا إجابات حول تطور الكواكب.
عالمٌ من الجحيم
على الرغم من تشابهه مع الأرض، فإن الظروف على سطح الزهرة مختلفة تمامًا.
الغلاف الجوي الكثيف
يتكون الغلاف الجوي للزهرة بشكل أساسي من ثاني أكسيد الكربون، مع كميات قليلة من النيتروجين. هذا الغلاف الجوي الكثيف يمارس ضغطًا هائلاً على السطح، يفوق الضغط الجوي على الأرض بحوالي 92 مرة. هذا الضغط يعادل الضغط الذي تشعر به عند الغوص لمسافة كيلومتر تحت سطح المحيط.
الاحتباس الحراري الجامح
يؤدي التركيز العالي لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري الجامح. حيث تحبس الغازات الحرارة القادمة من الشمس، مما يرفع درجة حرارة السطح إلى ما يقرب من 465 درجة مئوية. هذه الحرارة كافية لإذابة الرصاص!
أمطار من حمض الكبريتيك
توجد في الغلاف الجوي العليا لكوكب الزهرة غيوم كثيفة من حمض الكبريتيك. تُسبب هذه الغيوم هطول أمطار حارقة لا تصل إلى السطح بسبب الحرارة الشديدة، بل تتبخر قبل أن تصل إليه.
الزهرة في سماء الليل
يُعرف كوكب الزهرة بكونه ألمع جرم في سماء الليل بعد القمر. لهذا السبب، غالبًا ما يُطلق عليه اسم "نجمة الصباح" أو "نجمة المساء"، اعتمادًا على موقعه بالنسبة للشمس. هذا اللمعان ناتج عن قدرته الهائلة على عكس ضوء الشمس بفضل غيومه الكثيفة.
لماذا الزهرة لا يُشبه الأرض رغمًا من كونه توأمها؟
السبب الرئيسي لهذه الاختلافات الجذرية هو قرب الزهرة من الشمس وميلانه البطيء. حيث يستغرق الزهرة حوالي 243 يومًا أرضيًا ليكمل دورة واحدة حول محوره، بينما يستغرق 225 يومًا أرضيًا ليكمل دورة واحدة حول الشمس. وهذا يعني أن يومه أطول من سنته!
هل أنت مستعد لاكتشاف المزيد من أسرار الفضاء؟
تابعنا لرحلة جديدة إلى أعماق الكون المجهول!
